تنتشر الكنيسة الخمسينية بشكل كبير في العالم الغربي، ولها أفرع كثيرة في دول عربية كثيرة منها لبنان ومصر..

 حين تقول لا للرئيس ترامب | كأنك تقول لا لله

(بقلم/ مولانا العارف)

باولا وايت والرئيس الأمريكي دونالد ترامب

باولا وايت

في أثناء السباق الرئاسي الأمريكي ظهر أحد الفيديوهات المضحكة لإمرأة تدعى "باولا وايت" وهي تتلو صلوات من أجل فوز "ترامب" بطريقة أثارت سخرية الجميع وانطلقوا جميعاً في الضحك والسخرية من أسلوبها في تلاوة الصلوات، ولم يتناول أحد الموضوع بشكل جاد ولم يطرح الكثير أسئلة من نوعية من هذه المرأة؟ ما هي وظيفتها؟ لماذا تدعم "ترامب" بهذا الشكل؟ ما هي عقيدتها التي تدفعها لذلك؟! كعادة أغلب البشر في التعامل مع الأحداث بصورة ساخرة دون الاهتمام بما وراء تلك الأحداث والمواقف.

في هذا التقرير سنحاول جاهدين الحديث بشئ من الجدية عن ماهية "باولا وايت"؟ ما وظيفتها؟! ما عقيدتها؟..الخ من النقاط التي قد توضح ولو بشكل بسيط وبشئ من الجدية المفقودة ماذا يحدث خلف المواقف والأحداث التي نراها يومياً على مواقع التواصل وشاشة التلفاز.. وهو الأمر الذي يقودنا إلى معرفة جديدة في التيار الديني العالمي سريع الانتشار والذي بالأساس هو محور حركة السياسة الأمريكية الخارجية الأن.

"باولا وايت" من مواليد 20 ابريل 1966 في ولاية مسيسيبي لـ"دونالد فيرا" و"ميرا جوانيل"، عاشت طفولة مدمرة اذ انفصل أبويها وهي في سن الخامسة ثم انتحر الأب، استمرت "باولا" في الطفولة المدمرة اذ تعرضت لانتهاكات جنسية جسيمة أثرت في تكوينها وهي وراء تحولها فيما بعد.

في سن 18 حدث التحول المفاجيء في حياتها اذ قررت نذر نفسها لخدمة المسيح والدعوة له، يؤمن أتباعها أن الإله خاطبها مباشرة لتنشر كلامه، عملت "باولا" في الوعظ الديني التليفزيوني وعُرفت بإثارتها للجدل، حيث تنتمي "باولا" فكرياً للكنيسة الخمسينية، الحركة الكاريزماتية، إنجيل الرخاء.

 يقول "ماكس بلومنثال" وهو صحفي وكاتب أمريكي: "باولا وايت" هي واعظة من الكنيسة الخمسينية تؤمن بما يُسمّى إنجيل الرخاء، وهو أحد أبرز المفاهيم الدينية الشائعة في أوساط الإنجيليين الآن..

"باولا" تعمل منذ 2002 مستشارة روحية للرئيس "دونالد ترامب" وهو أمر غريب نسبياً إذ أن "ترامب" معروف أنه شخص غير متدين بالمرة بل ومنغمس في الكثير من المشاكل الأخلاقية والفضائح الجنسية!! فكيف يكون له مستشارة روحية حتَّى قبل وصوله إلى البيت الأبيض ب 14 سنة كاملة! لا تتعجب فهكذا يتم إعداد الرؤوساء الأمريكيين والقادة القادمين إلى عالم السياسة دينياً قبل صعودهم إلى سدة الحكم بفترات كبيرة، وذلك ترسيخاً لمفهوم الدين والنبوءات في عقائدهم التي ستكون قوالب لأفعالهم وسياستهم فيما بعد الصعود للحكم.

وليس غريباً ما حدث من وجود مستشارة روحية دينية لأحد الماجنين الفساق مثل "ترامب" ذلك لأنه كان يتم إعداده ليتحول إلى الرئيس الخامس والأربعين لـ(أمريكا) خلال تلك الفترة، فلا تفسير مقبول أو منطقي لوجود مستشارة دينية في حياته إلَّا لهذا السبب فقط، وعلى العموم لابد من معرفة أنَّ رئيس (أمريكا) يتم تحديده قبلها بفترة كبيرة ويتم خلال تلك الفترة تدريبه، وترتيب فريقه الرئاسي وسياساته الخارجية والداخلية.. الخ فليس هناك مجالاً للصدفة في (أمريكا) أرض الرب صاحبة عقيدة المصير المبين.

استمرت "بولا" في العمل مع "ترامب" حتَّى أصبح رئيساً بعد الفوز المفاجئ (كما نعتقد طبعا) في انتخابات 2016 وفي 20 يناير 2017 تحولت "باولا" إلى أول امرأة في التاريخ تتلو الصلاة خلال مراسم تنصيب رئيس أميركي عند أداء "ترامب" اليمين.

 في إحدى مواعظها المنتشرة على الانترنت، تقول: "حين أطأ أرض البيت الأبيض، فإنّ الله يطأ أرض البيت الأبيض. لديّ كامل الحقّ والسلطة لأعلن البيت الأبيض أرضاً مقدسة، لأنّني كنت أقف هناك، وكلّ مكان أقف فيه هو مكان مقدّس"

تظهر "باولا" في الكثير من الفيديوهات وهي تتحدث كلام غير مفهوم!

تقوم "باولا" بحركات غريبة جداً أثناء تلاوة الصلوات والكثير من أفعال غريبة وشاذة على القساوسة المسيحيين، فما سر ذلك؟ للإجابة على هذا السؤال نعيد التذكير بأن "باولا" تنتمي إلى الكنيسة الخمسينية، الحركة الكاريزماتية، انجيل الرخاء.. لابد لفهم تصرفات "باولا" الغريبة شرح تلك المصطلحات الثلاثة لأنها هي التي سوف تحدد ذلك.

اقرأ أيضاً: المحافظون الجدد | من هم؟ وكيف يتحكمون في السياسات الأمريكية المهيمنة على العالم؟

 

الصحفي ماكس بلومنثال

الكنيسة الخمسينية

تقول عن نفسها:

 هي حركة تجديدية نشأت داخل المجتمع البروتستانتي وتركز على اختبار معمودية الروح القدس. ولقد أُشتق أسمها من يوم الخمسين الذي كان اليهود بموجب شريعة العهد القديم تطلق عليه إسم عيد الأسابيع، ولكنه صار يُطلق عليه اسم يوم الخمسين بسبب مرور سبعة أسابيع بعد عيد الفصح.

(تثنية 16: 9 – 12) وقد تجلى عمل الروح القدس من خلال معمودية جديدة من خلال هبوب الريح العاصفة وظهور ألسنة مستقرة على المؤمنين المجتمعين في يوم الخمسين ومن ثم طفقوا يتكلمون بألسنة كما أعطاهم الرب أن ينطقوا (أعمال الرسل 2: 1 – 4). وصار هذا الموقف التاريخي الفريد من نوعه هدفاً لجماعة من المؤمنين لإعادة قوة عمل وفاعلية الروح القدس في الكنيسة داخل المؤمنين من خلال الإيمان بالرب يسوع المسيح وبقوة عمل الروح القدس في الكنيسة بوصفها جماعة المؤمنين.

تنتشر الكنيسة الخمسينية بشكل كبير في العالم الغربي، ولها أفرع كثيرة في دول عربية كثيرة منها لبنان ومصر..

ترفض الطوائف المسيحية (الأصولية) الكنيسة الخمسينية بشدة وبينهما الكثير من السجالات والعدوات الشديدة؛ حيث تعتبرها الكنيسة الأرذوكسية نوع من أنواع الهرطقة.

يصل أتباع هذه الكنيسة في العالم إلى حوالي 525 مليون مسيحي بعد أن كان عددهم 72 مليون سنة 1960 وذلك بحسب إحصائيات عام 2000 وتعتبر أسرع الحركات المسيحية انتشاراً في العالم، وبسبب سرعة انتشار أتباعها يعتبرها الكثير من علماء اللاهوت أنَّها ديانة القرن الواحد والعشرين..

أهم العقائد

الإيمان وقبول الرب يسوع المسيح مخلصاً شخصياً لمن يؤمن به.

الكتاب المقدس بعهديه القديم (39 سفر) والجديد (27 سفر) إجمالي 66 سفر هو كلمة الله الموحى بها، وهو الدستور الوحيد المنزه عن الخطأ والشامل للحق الإلهي الكامل والقانون المعصوم الذي به تقاس جميع التصرفات والآراء والتعاليم الدينية وهو أيضا مركز وحدة المسيحية.
الإيمان بأن معمودية الروح القدس تعطي من آمن به حياة ممتلئة من الإستخدام المبارك في حياة الفرد وحياة الجماعة وعمل الكرازة؛ بإستخدام المواهب الروحية بالتكلم بالألسنة والتنبوء وشفاء المرضى.

 المُلك الألفي للمسيح يبدأ بعد انتهاء أسبوع الضيق والمدة الملحقة به (30 + 45 يوما) وفيه تصير ممالك العالم للرب ولمسيحه، ويعبر عنه في الكتاب بأزمنة رد كل شيء، فيرد المسيح الملك لكنيسته، ويرد للأرض بركتها، ويرد للإنسان سلطانه عليها ويرد للوحوش طبيعتها الأليفة وخضوعها للإنسان، وتطول أعمار الناس أنه سيكون ملك البر والسلام والفرح في الروح القدس وفيه تنعم الشعوب بسلام دائم.

اقرأ أيضا: النسوية والأمراض النفسية والعقلية | السيكولوجيا

شرح العقائد

أمَّا الإيمان باليسوع رب فلا يحتاج توضيح..

وأمَّا قدسية الكتاب بعهديه القديم والجديد وعدد الأسفار ففيه اختلاف بين الطوائف المسيحية على النحو الأتي..

الكنيسة الأرثوذكسيه: تؤمن ب 66 سفر 39 سفر في العهد القديم و27 في العهد الجديد.

الكنيسة الكاثوليكية: تؤمن ب73 سفر 46 في العهد القديم و27 في العهد الجديد .

الكنيسة البروتستانتية: تؤمن ب66 سفر أيضاً 39 عهد قديم و27 عهد جديد.

هذه من حيث عدد الأسفار أمَّا من حيث التفسير فترى الخمسينية منفردة قدسية العهد القديم وتلتزم التفسير الحرفي له عكس باقي الملل المسيحية.

 معمودية الروح القدس

فمعناه انَّ جميع المسيحيين بحاجة لأن يعيشوا اختباراً فريداً لكي يكونوا مسيحيين فعلاً، ويُسمى هذا الإختبار بمعمودية الروح القدس، وهذا الاختبار يجب أن يكون مطابقاً لما عاشه رسل المسيح الاثنى عشر عندما حل عليهم الروح القدس في اليوم الخمسين لصعود المسيح إلى السماء، وكان حلول الروح عليهم جلياً من خلال عدة علامات بالتكلم بالألسنة والتنبوء وشفاء المرضى.. هذا هو الاختبار الذي نجحت فيه "باولا رايت" وجعلها تتحدث بلغة غريبة غير مفهومة، والتي تعني أنَّ الروح القدس قد حل فيها وأنطقها بألسنة مختلفة، وأمَّا تنبوءاتها بفوز "ترامب" فهي أيضاً نتيجة نجاحها في التجربة والاختبار بمعمودية الروح القدس، وهكذا تسير الأمور.

الحكم الألفي للمسيح والأبدية السعيدة

 ولكي تتحقق العقيدة الالفية السعيدة لابد من عودة كامل اليهود إلى فلسطين وبناء هيكل الرب مكان المسجد الأقصى.

كان هذا شرح مبسط لمجمل عقائد الكنيسة الخمسينية والتي وصل أتباعها إلى 525 مليون شخص من أصل 2 مليار أو يزيد قليلاً من المسيحيين في العالم وهذا العدد في ازدياد رهيب متوقع بحلول منتصف القرن أن يبلغ أكثر من نصف عدد المسيحيين في العالم، خطورة الخمسينية تتركز في قربها الشديد من الصهيونية اليهودية إذ تعتبر الخمسينية صهيونية مسيحية، أيضاً ينتمي اليها أثرياء العالم الغربي، كبار الساسة وصانعي القرار في العالم؛ أي تأييد عددي وكمي وسياسي واقتصادي كبير وضخم جدا للصهيونية اليهودية، وفكرة احتلال كامل أرض فلسطين وهدم المسجد الأقصى من أجل بناء الهيكل الثالث تمهيداً لمجيء المسيح لكتابة الخلاص للمؤمنين به وبدأ الألف سنة السعيدة قبل نهاية التاريخ وقيام القيامة.

الحركة الكاريزماتية 

هي حركة داخل الكنيسة تدعو إلى استخدام مواهب الروح القدس..

وهو الاتجاه الجديد في ممارسة الديانة المسيحية. وهي ليست كنيسة أو كنائس أو مؤسسة محددة، بل هي تيار فكري إيماني عملي يمكن ممارسته في أي كنيسة دون المساس بعقيدة وطقوس الكنيسة الأم.

مواهب الروح القدس

يذكر الكتاب "فإنه لواحد يعطي الروح القدس كلام حكمة ولآخر كلام علم بحسب الروح الواحد ولآخر إيمان بالروح الواحد ولآخر مواهب شفاء بالروح الواحد ولآخر عمل قوات ولآخر نبوة ولآخر تمييز الأرواح ولآخر أنواع ألسنة ولآخر ترجمة ألسنة (1كو10:8:12) وفي آخر الأصحاح يورد القائمة الأخرى من مواهب وأعمال الروح القدس في الكنيسة قائلاً "وضع الله أناساً في الكنيسة أولاً رسلاً ثانياً أنبياء ثالثاً معلمين ثم قوات وبعد ذلك مواهب شفاء، أعواناً، تدابير وأنواع ألسنة، ثم يختم هذه المجموعة من المواهب بهبة  المحبة قائلاً "جدوا للمواهب الحسنى وأيضا أريكم طريقاً أفضل" (1كو31:12) أي طريق المحبة لله والناس وهي أفضل وأنفع المواهب الروحية وأعظمها، باختصار شديد لا يكون المسيحي مسيحياً إلا بممارسة مواهب الروح القدس وتركز الحركة الكاريزمية على ممارسة 3 من مواهب الروح القدس وهي الشفاء، النبوءة، والتحدث بألسنة غريبة.

الحركة الكاريزماتية والكنيسة الخمسينية

العديد من الناس لا يعرفوا ما الفرق بين الحركة الكاريزماتية والكنيسة الخمسينية، وآخرون يطلقوا لفظ خمسينية على أي كنيسة تمارس أي معجزة أو إخراج شياطين، وفي الحقيقة لايوجد فرق بين الكنيسة الخمسينية والحركة الكاريزماتية إلا في التاريخ والنشأة، من حيث التاريخ نشأت الكنيسة الخمسينية قبل الحركة الكاريزماتية بحوالي 50 عاما.

أمَّا من حيث الاتجاه الروحي

الكنيسة الخمسينية لها كنيسة وذاتية وعقيدة ورعاة ونهضات، أمَّا الحركة الكاريزماتية هي بمثابة إضافة مواهب الروح القدس واختبار الامتلاء لكل الكنائس بدون المساس بعقيدة الكنيسة الأم.

ومن أوضح الأمثلة هو مثال الكنيسة الكاثوليك التي خرجت منها الكنيسة الكاثوليكية الكاريزماتية، فكل المسحيين ما زالوا يخضعوا للكهنوت الكاثوليكي من اعتراف وتناول وقداسات. ولكن لهم اجتماعات روحية يمارسون فيها مواهب الروح القدس وجميعهم يصلوا بالسنة..

روبرت تيلتون

إنجيل الرخاء

هو لاهوت يقوم على أنَّ المسيح يرغب في أن يكون المؤمنون أصحاء جسديًا، وأثرياء ماديًا، وسعداء شخصيًا.

 يقول "روبرت تيلتون": أؤمن أن مشيئة الله هي أن يختبر الجميع الرخاء، لأنني أرى هذا في الكلمة، وليس لأن هذا الأمر قد أثبت نجاحه في حياة شخص آخر. لستُ أثبِّت عينيَّ على البشر، بل على الله الذي يهبني القوة كي أحصُل على الثروة.

و يقول "إدوارد بوسون": إن المؤمنين هم الأبناء الروحيون لإبراهيم، وورثة بركات الإيمان.. هذا الميراث الإبراهيمي يتكشَّف ويتضح بشكل رئيسي من خلال الأحقية المادية.

ويقول "كينيث كوبلاند" بما أنَّ عهد الله قد قُطع، وبما أن الرخاء بندٌ من بنود هذا العهد، فإنك في حاجة إلى إدراك أن الرخاء هو لك الآن.

يقول "جون أفانزيني" في لقاء تليفزيوني يسوع كان يملك “منزلًا جيدًا”، و”بيتًا ضخمًا”، و”كان يملك أموالًا كثيرة”، وأنه كان يرتدي ثيابًا راقية..

تقول "جلوريا كوبلاند" في كتاب (إرادة الله هي الرخاء)

اعطِ ١٠ دولارات تأخذ ١٠٠٠ دولارًا؛ اعطِ ١٠٠٠ دولارًا تأخذ ١٠٠٠٠٠ دولارًا.. باختصار إنَّ نص (مرقس ١٠: ٣٠) صفقة رائعة..

يُشجِّع معلمو إنجيل الرجاء أتباعهم على أن يصلُّوا إلى الله لأجل الازدهار المادي، بل وأن يطالبوه به أي أنهم يعلمون أتباعهم من الحياة والمسيحية والإيمان بالمسيح فقط من أجل الثروة والمال والصحة وهذا يبعد بشكل رهيب عن تعاليم المسيح التي تنص على الزهد في الحياة وأنَّها فانية من تعاليم المسيح..

 هذا هو ملخص لاهوت أو إنجيل الرخاء الذي تتبعه "باولا وايت" ولكن يبقى سؤال.. ماذا عن المسيحي الفقير؟! ماذا يفعل لكي يصبح مسيحياً وفق رؤية باولا وإنجيل الرخاء؟! يجيب الصحفي "ماكس بلومنثال" بقوله، فإلى جانب الشفاء بالإيمان، يعلّمون أتباعهم أنهم إن زرعوا بذرة في الجنة ستتحول إلى استثمار يتكاثر ويمنحهم الثراء على الأرض. هكذا سيكون عليك أنت كمؤمن مثلاً، أن تعطي "باولا وايت" أموالك، لأنها تتمتع بمواهب عظمى، وعلى صلة بالله، وهي ستدير لك استثمارك، لتنعم بالرخاء. هذا ما يجعلها واحدة من أثرى الواعظين، إلى جانب "كنيث كوبلاند" الذي يمتلك جزيرة وطائرة خاصة.

يبقى شيء مهم وهو عنوان المقال (حين تقول لا للرئيس ترامب كأنك تقول لا لله) فما سر قول "باولا" هذه الجملة!!

حليم شبيعة

يقول "حليم شبيعة" وهو (باحث ومحلل سياسي لبناني) "لا مشكلة عند الإنجيليين بالإيمان أنّ الله يعطي "ترامب" البركة، لينفذ مشيئته، بغض النظر إن كان شخصاً خاطئاً، يرتكب أفعالاً منافية للدين المسيحي. برأيهم، يمكن لـ"ترامب" أن يحقّق ما يتطلعون إليه، حتَّى وإن لم يكن مؤمناً مثلهم. فأمام عظمة عطايا الله، خطايا "ترامب" غير مهمّة، لأنه سيكون أداةً في مشروع الله وهذا ما فعله الملك "قورش" والذي ورد ذكره في صلوات القساوسة الداعمين لـ"ترامب"، وعن "قورش" تقول أستاذة اللاهوت في جامعة تكساس سانت أنطونيو: "يعود ذكر قورش الكبير ملك فارس إلى القرن السادس قبل الميلاد، ويكتب عنه في التوراة كمحرّر لليهود من ظلم ملك بابل "نبوخذ نصر"، إذ أمر "قورش" بإعادة بناء هيكل أورشليم، وأعاد اليهود من منفاهم. وبالرغم من أنّ "قورش" لم يكن يهودياً إلا أنه كان مهماً لتنفيذ خطة الله، كما يرد في سفر أشعيا: "أنا قد أنهضته بالنّصر، وكلّ طرقه أسهّل. هو يبني مدينتي ويطلق سبيي، لا بثمنٍ ولا بهديّةٍ، قال ربّ الجنود". ويرى المسيحيون المحافظون أن "ترامب" يلعب الدور ذاته.. لذلك ترى "باولا" وأنصارها أنَّ "ترامب" كلمة وهدية من الله لذلك حين لا تنتخب "ترامب" فأنت تقول له لا وكأنك قولتها لله..

كان هذا شرحاً بسيطاً عن الكنيسة الخمسينية التي يجتاح فكرها المسيحية ويزداد أتباعها يوماً بعد يوم وما هي عقيدتها وما هي ميولها ناحية الصهوينة والدعم الغير مشروط لـ(إسرائيل) لإحتلال كامل (فلسطين) لبناء الهيكل الثالث تمهيداً لمجيء المسيح وبدأ الألفية السعيدة وما هي الحركة الكارزماتية وما هو لاهوت الرخاء الذي يجتاح الغرب والشرق حديثاً.

وهكذا هي بذرة المسيحية الجديدة التي سوف تجتاح العالم قريباً وتتحد مع الصهيونية اليهودية من أجل كتابة نهاية التاريخ.

اقرأ أيضا: ليست مجرد انتخابات | مستويات غير مسبوقة من الصراع الأمريكي الأمريكي