ورأيت السيدة الفاضلة التى أحبت ونسيت أنها متزوجة لمجرد أنَّ هناك من قام بالاهتمام بها وبعد فترة أصابته حالة من الملل فلفظها وتركها طريحة فراش الرعاية.
علاقات افتراضية | بقلم: "منى فضل الله"
(بقلم/ منى فضل الله)
رحلة تويتر |
رحلة عبر تويتر
كانت العلاقات فيما مضى قرابة وجيرة
وعلاقات عمل ودراسة ورحلات، كان المجتمع وقتها بريء أو شبه بريء، كانت هناك أسس
أخلاقية لا يتخطاها إلَّا الشخص الندل الجبان، أمَّا المتزن أو من يمثل على من
حوله أنَّه متزن فلا يستطيع التعدي على هذه الأسس ويُظهر وجهه الآخر خارج مجتمعه.
اقرأ أيضًا: ست الحبايب | بقلم: "منى فضل الله"
تويتر هذا الموقع الذي أنشئ أساسًا
لتبادل الأخبار، وتعدى فكرته وأصبح ملاذًا لكل من يريد الهروب في هذا الموقع مع من
يشبهه دينيًا وسياسيًا وأصبحت الشللية من سماته الرئيسية، بل والعلاقات العاطفية
التي تبدأ بالإعجاب وتتطور للحب وتنتهي بالبلوك وأحيانًا بالزواج وأحيان كثيرة
بالتراشقات اللفظية والشائعات والفضائح.
تويتر يختلف إختلاف جذري عن فيس بوك
الذي يعتبر صورة حية مجسدة من واقعنا الحقيقي، فلا نستطيع فيه الكذب ولا التجمّل
ولا الدخول في علاقات حتَّى لا ينتهي كل هذا إلى فضيحة مدوية داخل الدائرة الخاصة
للشخص، عكس تويتر الذي يستطيع فيه المغرد الكذب والتجمل والظهور بشخصية عكس شخصيته.
دخلت
تويتر من حسابي الأول في ٢٠١١ بعد الثورة مباشرة.. كانت السياسة هي المُستقطب
الأول للمغردين، وزاد الوضع سوءًا في ٢٠١٣ عندما اختلفت الآراء والتوجهات في
الأسرة الواحدة، فأصبح هروب المغردين من فيس بوك لتويتر حتمي للتعايش مع من يشبههم
فكريًا، ثم تطور الوضع إلى أنَّهم تصوروا أنه يمكن استبدال هؤلاء بعائلاتهم أو
محيطهم ونسوا تمامًا أنَّه مهما كان من إختلاف فلن يقف جنبك إلا أهلك والمقربين
منك مهما حدث.
اقرأ أيضًا: صراعات الحياة الزوجية | ونسيت أني امرأة
رأيتُ بأم عيني تغريدات تصف فلان
وفلانة بالجدعنة لمجرد كلام وليس للمواقف، ووجدت من تصف شخص بأنه أخيها أمام الكل
وبعد ذلك اتهمته بالنصب، ورأيت السيدة الفاضلة التى أحبت ونسيت أنها متزوجة لمجرد
أنَّ هناك من قام بالاهتمام بها وبعد فترة أصابته حالة من الملل فلفظها وتركها
طريحة فراش الرعاية، ورأيت التافهين الذين تدعمهم شللهم لمجرد إنتمائهم لشلة
معينة، ورأيت المتلونين أصحاب عدد المتابعين الكثر، ورأيت أصحاب الفكر السوي
والسوداويين، رأيت وعرفت الكثير والكثير من خلال تويتر.
بعد
ما يقرب من عشر سنوات في تويتر خرجتُ بنتيجة واحدة؛ إنَّه مجرد موقع لتبادل
المعلومات وأنَّ من نعرفهم من خلاله مجرد إفتراضيين إلَّا لو تعرفنا عليهم معرفة شخصية
عميقة من خلال المواقف التي تبرز خصائص هؤلاء التويتريين.
COMMENTS