تلك الفترة شهدت ثورة وثروة ثقافية أثَّرت في أجيال لاحقا، وكان الأُمِّي الذي لا يقرأ، يستمع للقصيدة فيعيها ويتذوقها
الدراما وحاجات كثير فوق بعض .. ما يطلبه المشاهدون (2)
بقلم: صفية عامر
ما يطلبه المشاهدون |
الجمهور
من المعروف
سلفا، أن الجمهور غالبا ما يذهب لدور السينما أو المسرح بهدف التسلية وتمضية وقت
لطيف، رغبة وأملا في نسيان مشاكله وهمومه، وتصفية ذهنه لفترة من الوقت وإن كانت
وجيزة، وهذا هدف مشروع لا غبار عليه، لكنه لا يجب أن يكون الهدف الوحيد لصناع
الدراما.
اقرأ أيضا: دراما وحاجات فوق بعض | الناقد بين الفنان والمشاهد (1)
السينما وتمصير الفن
على مر العقود
منذ اختراع السينما، وجميع الأنواع تقدم من الثقيلة دراميا إلى الخفيفة، حتى
الساذجة والتافهة، لكن بالعودة إلى عقود سابقة، وبدايات صناعة السينما في مصر،
سنجد أنها تميَّزت بالتنوع والثراء في الموضوعات والقضايا المقدمة للمشاهد على
الشاشة، لأن وصف تلك الفترة ب "زمن الفن الجميل" لم يأت من فراغ..
في البدايات
اعتمدت السينما بشكل كبير على الاقتباس من الروايات والمسرحيات العالمية، ولكن
باحترافية شديدة وهو ما أُطلق عليه لاحقا لفظ "التمصير"، لأنهم نجحوا في
إكساب تلك الروايات الروح و "الطعم" المصري، والأمثلة عديدة:
"جين آير" أنتجته ماجدة تحت اسم "هذا الرجل أحبه".
"مدام
إكس" الذي قُدِّم أكثر من مرة لكن أبرزها كان فيلم "المرأة المجهولة".
"كونت أوف مونت كريستو" أمير الانتقام، أمير الدهاء، دائرة الانتقام
والمرأة الحديدية..
حتى فيلم
"إشاعة حب" مُقتَبَس من مسرحية "حديث مدينة".
صُنَّاع السينما
في ذلك الوقت كانوا مُحَركين للذوق العام، ولأن المهنة كانت طريق محفوف بالمخاطر، بسبب
رَفْض كثير من العائلات اشتغال أبنائهم وبناتهم في الفن، فسوف نلاحظ الدقة الشديدة
في اختيار الموضوعات، مع بعض الاستثناءات بطبيعة الأمر.. لكن كان الوضع بشكل عام
متعلقا بذوق الصانع لا المُتَلَقِّي.
الإنتاج الدرامي
حينها بنوعيه "السينمائي والمسرحي"، اعتمد بشكل كلي على القطاع الخاص
وبرزت أسماء كبيرة كـ "بهيجة حافظ" و"آسيا" و "رمسيس
نجيب" و"جمال الليثي"، ثم دخل "ستوديو مصر" للمجال.
مرحلة جديدة
ومع اعتراف ثورة
٢٣ يوليو بأهمية ودور الفن دخلت المؤسسة العامة للسينما للمجال، واستمرت مع القطاع
الخاص جنبا إلى جنب.
ولأن الفنانين
حينها كانوا على قدر كبير من الوعي والثقافة، فلم يكن غريبا أن يتحمس البعض منهم
لرواية ما ودور ما، وكانوا ينتجون بأنفسهم حال عدم تحمس شركة الإنتاج، حتى أن باقي
أبطال العمل كانوا يتسلمون أجورهم بعد العرض وتحقيق الربح، كنوع من مساندة زميل
المهنة في تجربته الإنتاجية، كمثال حين أنتج يحيى شاهين فيلم "الغريب"
المقتبس عن رواية "مرتفعات ويذرينج".
استمر الاقتباس
جنبا إلى جنب مع دخول الرواية المصرية إلى حيّز الإنتاج، وهنا لا ننسى دور
"يوسف السباعي" كوزير للثقافة، في اكتشاف أدباء جُدُد شكلوا وعيا كبيرا،
مثل "يوسف القعيد"، و"محمد عبدالحميد عبدالله"، "عبدالحميد
جودة السَّحار"، "أمين يوسف غراب"، "خيري شلبي" وغيرهم.
تلك الفترة شهدت
ثورة وثروة ثقافية أثَّرت في أجيال لاحقا، وكان الأُمِّي الذي لا يقرأ، يستمع
للقصيدة فيعيها ويتذوقها، وكان للدراما نصيب كبير من هذا التأثير والتفَهُّم.
أفلام وفضائح
التحول الحاد
والدراماتيكي حدث بعد النكسة، وفُتح الباب لنوع آخر من السينما اعتمد على التفاهة
والسذاجة والتغييب، وهرب أغلب نجوم السينما إلى لبنان وقُدمت أشياء أقل ما يقال
عنها أنها فضائح في شكل أفلام، قبل العودة بعد نصر أكتوبر 1973 ليقتحم عالم
الإنتاج السينمائي التجار والمقاولون.
تزامنا مع تلك
الفترة، ظهر المُشاهد الخليجي وقدمت له أفلام لم تشهدها دور العرض، ولكن على شرائط
فيديو، أفلام لا تحمل معنى أو هدف، رخيصة التكاليف فيها "التوليفة" التي
يبحث عنها هذا المشاهد، وهو ما فتح الباب أمام موجة عاتية من الرخص والإسفاف لم
يستطع أن يصمد أمامها إلا القليل.
وبعدما كان
المنتج - بشكل كبير - حريصا على الارتقاء بذوق المشاهد، انحدر كما انحدر المجتمع
في مجمله، وتَحَكَّم الموزع في المُنتِج، وفُرِض على المُنتِج أسماء ضعيفة الموهبة
لحمل البطولة المطلقة؛ لا لشئ سوى أنها مطلوبة في السوق الخارجي، "محمد رمضان"
مثال.
مستوى رديء من
الدراما ملأ الفضاء الفني، ومستوى متدنٍ من المواهب مكانها الإعلانات فرضت نفسها
على الدراما. إما كزوجة للمخرج (مي عمر)، أو للمنتج (ريهام حجاج)، أو فقط لكونها
جميلة شكلا (ياسمين صبري)، لتتوارى للأدوار المساعدة مواهب في حجم "حنان
مطاوع" و "آيتن عامر".
الانحدار
لكن ليس هذا هو
الأمر السيء الوحيد ولأنه في الدول الديكتاتورية، حيث التغييب ونشر المخدرات
الدرامية واحدة من أهم الوسائل للسيطرة على الشعوب، فتدخلت القيادة السياسية بشكل
فج لإحياء مشاعر وطنية زائفة، وللتزيبف والتدليس لتاريخ وأحداث لم تنته بعد، لتجد
أرض خصبة لدى مشاهد يحمل إرثا ضخما من الماضي ولا تأثير له في الحاضر ليعيش
"عبقرية الزمان والمكان" تخيُّلا.
اقرأ أيضا: فوق في الجو | حين يكون السقوط لبث الروح وضخ الحياة
In the primary instance, you should to} attain out to the casino’s customer support teams by way of their web site. If you can’t discover a resolution by way of customer support, ask to speak to the casino’s supervisor. If card games aren’t your speed, gamers in search of a comparatively simple win ought to check out at|try} the roulette and online craps tables. Any sport 우리카지노 at a on line casino that permits you to make a cash bet , will let you win money. Online blackjack,online poker, online roulette, online craps, you name it.
ردحذف